5- الخلاف في " كلا وكلتا "( )
من الملحق بالمثنى " كلا ، وكلتا " ، وقد اختلف النحاة في التثنية فيهما ، هل هما مثنيان لفظاً ومعنى ، أو مثنيان معنى فقط ؟
فذهب البصريون ( ) : إلى أن " كلا ، وكلتا " مفردان لفظاً ، مثنيان معنى . ( )
وذهب الكوفيون ( ) ، والفراء ( ) : إلى أن " كلا ، كلتا " مثنيان لفظاً ومعنى.( )
وقد ذكر مظهر الدين الزيداني هذا الخلاف قائلاً :
" كلا " للمذكر و " كلتا " للمؤنث وهما مفردا اللفظ مثنيا المعنى ، فإذا أضيفا إلى مضمر جعل إعرابهما في الرفع بالألف ، وفي النصب والجر بالياء كالتثنية ، وإذا أضيفا إلى مظهر جعل إعرابهما بالألف على كل حال كـ " عصا " وإنما أعربتا إذا أضيفا إلى مضمر إعراب التثنية ؛ لأن المضمر المجرور متصل بما قبله ، كأن المضمر المتصل بما قبله كلمة واحدة فقولك : " كلاهما " كأنهما كلمة واحدة ، وهو مثنى في اللفظ والمعنى فقوي فيه مشابهتهما بالتثنية ، وقولك : " كلا الرجلين " المضاف إليه مظهر ، والمظهر منفصل عما قبله ، فلا يكون " كلا " مع الرجلين كلمة واحدة ، فإذا لم يكن " كلا " مع الرجلين كلمة واحدة ، فيجب أن "كلا" بنفسها كلمة واحدة ، و" كلا " في اللفظ مفرد ، وفي المعنى مثنى ، فلم يكن معنى التثنية فيها قويا ؛ لأنها تشابه التثنية في المعنى دون اللفظ ؛ فلهذا لم يعرب إعراب التثنية ، بل إعراب الاسم المفرد المقصور ، وقد قيل في إعرابهما إعراب التثنية إذا أضيفتا إلى مضمر علل أخرى ، وهذه العلة هي المختارة عندي فاقتصرت عليها . ( )
دراسة المسألة دراسة تفصيلية :
المذهب الأول :
ذهب البصريون ( ) إلى أن " كلا ، وكلتا " مفردان لفظاً ، مثنيان معنى ، والألف فيهما كالألف في " عصا " . ( )
قال سيبويه :
" وسألت الخليل عمن قال : " رأيت كلا أخويك ، ومررت بكلا أخويك " ، ثم قال : " مررت بكليهما " ، فقال : جعلوه بمنزلة " عليك ، ولديك " في الجر والنصب ؛ لأنهما ظرفان يستعملان في الكلام مجرورين ومنصوبين ، فجعل " كلا " بمنزلتهما حين صار في موضع الجر والنصب ، وإنما شبهوا " كلا " في الإضافة بعلى لكثرتهما في كلامهم ؛ ولأنهما لا يخلوان من الإضافة ". ( )
واستدلوا بما يأتي :
1- عود الضمير إلى كلا واحد منهما مفرداً ، كقوله – عز وجل - : " كِلْتَا الجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا " ( ) ، ولم يقل : آتتا أكلها .
وقد جاء في الشعر عود الضمير إلى " كلا " مثنى على المعنى ، وهو قوله :
كِلاهُمَـــــــا حِيْـــــنَ جَدَّ الجَدُّ بَيْنَهُمَا قَـــدْ أَقْلـــــعَا وَكِــــلا أَنْفَيْـــهُمَا رَابِي ( )
وهذا الشاعر قد استعمل اللفظين ، أي الحمل على اللفظ ، وهو الأقيس في قوله : "رابي " ولم يقل : " رابيان " ، والحمل على المعنى في قوله : " قد أقلعا " ، ولم يقل : " قد أقلع " . ( )
2- ومما يدل على أن الألف فيهما ليست للتثنية أنها لو كانت للتثنية ؛ لانقلبت في النصب والجر إذا أضيفتا للمظهر ؛ لأن الأصل هو المظهر ، تقول : " رأيت كلا الرجلين ، ومررت بكلا الرجلين ، ورأيت كلتا المرأتين ، ومررت بكلتا المرأتين " فلو كانت للتثنية ؛ لوجب أن تنقلب مع المظهر ، فلما لم تنقلب دل على أنها الألف المقصورة ، وليست للتثنية . ( )
3- أنَّهما بالألف في الأحوال الثلاث إذا أضيفا إلى الظاهر وليس المثنى كذلك . ( )
4- أنَّه لا ينطق بالواحد منهما فلا يقال في الواحد ( كِل ) بخلاف المثنى . ( )
5- أنَّهما يضافان إلى المثنَّى ولو كانا مثنَّيين للزم أنْ يضاف الشيء إلى نفسه وهو باطل ألا ترى أنَّك لا تقول : " مررت بهما اثنيهما " كما لا تقول : " مررت به واحده " ، فإن قيل : فكيف يقال : " مررت بهم خمستهم " فيضاف الجمع إلى الجمع، قيل : إنَّما أجازوا ذلك لأنَّ ضمير الجمع يحتمل العدد القليل والكثير، فلا يلزمه من إضافة الخمسة ونحوها إضافة الشيء إلى نفسه . ( )
المذهب الثاني :
وذهب الكوفيون ( ) ، والفراء ( ) : إلى أن " كلا ، كلتا " مثنيان لفظاً ومعنى وأصل " كلا " : " كُلٌ " ، فخففت اللام ، وزيدت الألف للتثنية ، وزيدت التاء في كلتا " للتأنيث ، والألف فيهما كالألف في " الزيدان ، والعمران " ، ولزم حذف نون التثنية منهما للزومهما الإضافة .( )
قال الفراء :
" وقوله : " كِلْتَا الجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا " ، ولم يقل : " آتتا " ، وذلك أن " كلتا " ثنتان لا يفرد واحدتهما ، وأصله " كل " ، كما تقول : للثلاثة : " كل " فكان القضاء أن يكون للتثنية ما كان للجمع ، لا أن يفرد للواحدة شيء فجاز توحيده على مذهب " كل " وتأنيثه للتأنيث الذي ظهر في " كلتا " ، وكذلك فافعل بـ " كلتا ، وكلا ، وكل " إذا أضفتهن إلى معرفة ، وجاء الفعل بعدهن فاجمع ووحد ." ( )
واستدلوا بما يأتي :
1- مما يدل على أن الألف فيهما للتثنية أن الشاعر قد لفظ بمفرده فقال :
فِــيْ كِلْت رِجْليْــهِمَا سُـــلامَى وَاحِدَة كِلْتَـــاهُــــــمَا مَقْــرُوْنَة بِزَائِدَة ( )
فأفرد في قوله : " كلت " فدل على أن " كلتا " مثنى . ( )
وأجيب عنه :
بأن الأصل أن يقول : " كلتا " بالألف إلا أنه حذفها اجتزاءً بالفتحة عن الألف لضرورة الشعر . ( )
2- أن الألف فيهما تنقلب إلى الياء في حال النصب والجر إذا أضيفتا إلى المضمر ، تقول : " رأيت الرجلين كليهما ، ومررت بالرجلين كليهما " ، وكذلك تقول : " رأيت المرأتين كلتيهما ، ومررت بالمرأتين كلتيهما ، ولو كانت الألف المقصورة لم تنقلب ، كألف " عصا " ونحوها . ( )
وأجيب عنه : بأنه ليس لكونها مثناة ، وإلا لكانت مع الظاهر كذلك ، بل لشببها بـ " على ، وإلى" في أنها لا تفرد ، وأنها تخفض ما بعدها ، وأن آخرها ألف كآخرها ، فحملت عليها لهذه المشابهة . ( )
موقف مظهر الدين الزيداني :
رجح الزيداني مذهب البصريين القائل بأن " كلا ، كلتا " مفردان لفظاً ، مثنيان معنى ، والألف فيهما كالألف في " عصا " ، من خلال تقريره لهذا المذهب قائلاً :
" كلا " للمذكر ، و " كلتا " للمؤنث ، وهما مفردا اللفظ مثنيا المعنى ، فإذا أضيفا إلى مضمر جعل إعرابهما في الرفع بالألف ، وفي النصب والجر بالياء كالتثنية ، وإذا أضيفا إلى مظهر جعل إعرابهما بالألف على كل حال كـ " عصا " .
رأي الباحث :
أرى أن مذهب البصريين القائل بأن " كلا ، كلتا " مفردان لفظاً ، مثنيان معنى ، والألف فيهما كالألف في " عصا " ، أولى بالقبول وأرجح ؛ لما سبق من أدلة البصريين ، التي تخلو من الاعتراض .
ومما يدل على أن الألف فيهما ليست للتثنية أنها تجوز إمالتها ، قال الله تعالى : "إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا " ( ) ، وقال تعالى : " كِلْتَا الجَنَّتَيْن ِآَتَتْ أُكُلَهَا" قرأهما حمزة والكسائي وخلف بإمالة الألف فيهما ، ولو كانت الألف فيهما للتثنية لما جازت إمالتها ؛ لأن ألف التثنية لا تجوز إمالتها . ( )
من الملحق بالمثنى " كلا ، وكلتا " ، وقد اختلف النحاة في التثنية فيهما ، هل هما مثنيان لفظاً ومعنى ، أو مثنيان معنى فقط ؟
فذهب البصريون ( ) : إلى أن " كلا ، وكلتا " مفردان لفظاً ، مثنيان معنى . ( )
وذهب الكوفيون ( ) ، والفراء ( ) : إلى أن " كلا ، كلتا " مثنيان لفظاً ومعنى.( )
وقد ذكر مظهر الدين الزيداني هذا الخلاف قائلاً :
" كلا " للمذكر و " كلتا " للمؤنث وهما مفردا اللفظ مثنيا المعنى ، فإذا أضيفا إلى مضمر جعل إعرابهما في الرفع بالألف ، وفي النصب والجر بالياء كالتثنية ، وإذا أضيفا إلى مظهر جعل إعرابهما بالألف على كل حال كـ " عصا " وإنما أعربتا إذا أضيفا إلى مضمر إعراب التثنية ؛ لأن المضمر المجرور متصل بما قبله ، كأن المضمر المتصل بما قبله كلمة واحدة فقولك : " كلاهما " كأنهما كلمة واحدة ، وهو مثنى في اللفظ والمعنى فقوي فيه مشابهتهما بالتثنية ، وقولك : " كلا الرجلين " المضاف إليه مظهر ، والمظهر منفصل عما قبله ، فلا يكون " كلا " مع الرجلين كلمة واحدة ، فإذا لم يكن " كلا " مع الرجلين كلمة واحدة ، فيجب أن "كلا" بنفسها كلمة واحدة ، و" كلا " في اللفظ مفرد ، وفي المعنى مثنى ، فلم يكن معنى التثنية فيها قويا ؛ لأنها تشابه التثنية في المعنى دون اللفظ ؛ فلهذا لم يعرب إعراب التثنية ، بل إعراب الاسم المفرد المقصور ، وقد قيل في إعرابهما إعراب التثنية إذا أضيفتا إلى مضمر علل أخرى ، وهذه العلة هي المختارة عندي فاقتصرت عليها . ( )
دراسة المسألة دراسة تفصيلية :
المذهب الأول :
ذهب البصريون ( ) إلى أن " كلا ، وكلتا " مفردان لفظاً ، مثنيان معنى ، والألف فيهما كالألف في " عصا " . ( )
قال سيبويه :
" وسألت الخليل عمن قال : " رأيت كلا أخويك ، ومررت بكلا أخويك " ، ثم قال : " مررت بكليهما " ، فقال : جعلوه بمنزلة " عليك ، ولديك " في الجر والنصب ؛ لأنهما ظرفان يستعملان في الكلام مجرورين ومنصوبين ، فجعل " كلا " بمنزلتهما حين صار في موضع الجر والنصب ، وإنما شبهوا " كلا " في الإضافة بعلى لكثرتهما في كلامهم ؛ ولأنهما لا يخلوان من الإضافة ". ( )
واستدلوا بما يأتي :
1- عود الضمير إلى كلا واحد منهما مفرداً ، كقوله – عز وجل - : " كِلْتَا الجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا " ( ) ، ولم يقل : آتتا أكلها .
وقد جاء في الشعر عود الضمير إلى " كلا " مثنى على المعنى ، وهو قوله :
كِلاهُمَـــــــا حِيْـــــنَ جَدَّ الجَدُّ بَيْنَهُمَا قَـــدْ أَقْلـــــعَا وَكِــــلا أَنْفَيْـــهُمَا رَابِي ( )
وهذا الشاعر قد استعمل اللفظين ، أي الحمل على اللفظ ، وهو الأقيس في قوله : "رابي " ولم يقل : " رابيان " ، والحمل على المعنى في قوله : " قد أقلعا " ، ولم يقل : " قد أقلع " . ( )
2- ومما يدل على أن الألف فيهما ليست للتثنية أنها لو كانت للتثنية ؛ لانقلبت في النصب والجر إذا أضيفتا للمظهر ؛ لأن الأصل هو المظهر ، تقول : " رأيت كلا الرجلين ، ومررت بكلا الرجلين ، ورأيت كلتا المرأتين ، ومررت بكلتا المرأتين " فلو كانت للتثنية ؛ لوجب أن تنقلب مع المظهر ، فلما لم تنقلب دل على أنها الألف المقصورة ، وليست للتثنية . ( )
3- أنَّهما بالألف في الأحوال الثلاث إذا أضيفا إلى الظاهر وليس المثنى كذلك . ( )
4- أنَّه لا ينطق بالواحد منهما فلا يقال في الواحد ( كِل ) بخلاف المثنى . ( )
5- أنَّهما يضافان إلى المثنَّى ولو كانا مثنَّيين للزم أنْ يضاف الشيء إلى نفسه وهو باطل ألا ترى أنَّك لا تقول : " مررت بهما اثنيهما " كما لا تقول : " مررت به واحده " ، فإن قيل : فكيف يقال : " مررت بهم خمستهم " فيضاف الجمع إلى الجمع، قيل : إنَّما أجازوا ذلك لأنَّ ضمير الجمع يحتمل العدد القليل والكثير، فلا يلزمه من إضافة الخمسة ونحوها إضافة الشيء إلى نفسه . ( )
المذهب الثاني :
وذهب الكوفيون ( ) ، والفراء ( ) : إلى أن " كلا ، كلتا " مثنيان لفظاً ومعنى وأصل " كلا " : " كُلٌ " ، فخففت اللام ، وزيدت الألف للتثنية ، وزيدت التاء في كلتا " للتأنيث ، والألف فيهما كالألف في " الزيدان ، والعمران " ، ولزم حذف نون التثنية منهما للزومهما الإضافة .( )
قال الفراء :
" وقوله : " كِلْتَا الجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا " ، ولم يقل : " آتتا " ، وذلك أن " كلتا " ثنتان لا يفرد واحدتهما ، وأصله " كل " ، كما تقول : للثلاثة : " كل " فكان القضاء أن يكون للتثنية ما كان للجمع ، لا أن يفرد للواحدة شيء فجاز توحيده على مذهب " كل " وتأنيثه للتأنيث الذي ظهر في " كلتا " ، وكذلك فافعل بـ " كلتا ، وكلا ، وكل " إذا أضفتهن إلى معرفة ، وجاء الفعل بعدهن فاجمع ووحد ." ( )
واستدلوا بما يأتي :
1- مما يدل على أن الألف فيهما للتثنية أن الشاعر قد لفظ بمفرده فقال :
فِــيْ كِلْت رِجْليْــهِمَا سُـــلامَى وَاحِدَة كِلْتَـــاهُــــــمَا مَقْــرُوْنَة بِزَائِدَة ( )
فأفرد في قوله : " كلت " فدل على أن " كلتا " مثنى . ( )
وأجيب عنه :
بأن الأصل أن يقول : " كلتا " بالألف إلا أنه حذفها اجتزاءً بالفتحة عن الألف لضرورة الشعر . ( )
2- أن الألف فيهما تنقلب إلى الياء في حال النصب والجر إذا أضيفتا إلى المضمر ، تقول : " رأيت الرجلين كليهما ، ومررت بالرجلين كليهما " ، وكذلك تقول : " رأيت المرأتين كلتيهما ، ومررت بالمرأتين كلتيهما ، ولو كانت الألف المقصورة لم تنقلب ، كألف " عصا " ونحوها . ( )
وأجيب عنه : بأنه ليس لكونها مثناة ، وإلا لكانت مع الظاهر كذلك ، بل لشببها بـ " على ، وإلى" في أنها لا تفرد ، وأنها تخفض ما بعدها ، وأن آخرها ألف كآخرها ، فحملت عليها لهذه المشابهة . ( )
موقف مظهر الدين الزيداني :
رجح الزيداني مذهب البصريين القائل بأن " كلا ، كلتا " مفردان لفظاً ، مثنيان معنى ، والألف فيهما كالألف في " عصا " ، من خلال تقريره لهذا المذهب قائلاً :
" كلا " للمذكر ، و " كلتا " للمؤنث ، وهما مفردا اللفظ مثنيا المعنى ، فإذا أضيفا إلى مضمر جعل إعرابهما في الرفع بالألف ، وفي النصب والجر بالياء كالتثنية ، وإذا أضيفا إلى مظهر جعل إعرابهما بالألف على كل حال كـ " عصا " .
رأي الباحث :
أرى أن مذهب البصريين القائل بأن " كلا ، كلتا " مفردان لفظاً ، مثنيان معنى ، والألف فيهما كالألف في " عصا " ، أولى بالقبول وأرجح ؛ لما سبق من أدلة البصريين ، التي تخلو من الاعتراض .
ومما يدل على أن الألف فيهما ليست للتثنية أنها تجوز إمالتها ، قال الله تعالى : "إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا " ( ) ، وقال تعالى : " كِلْتَا الجَنَّتَيْن ِآَتَتْ أُكُلَهَا" قرأهما حمزة والكسائي وخلف بإمالة الألف فيهما ، ولو كانت الألف فيهما للتثنية لما جازت إمالتها ؛ لأن ألف التثنية لا تجوز إمالتها . ( )