معهد أنوار الحرمين

منتدى معهد أنوار الحرمين ببردين يرحب بك عضوا جديداً فسارع بالتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

معهد أنوار الحرمين

منتدى معهد أنوار الحرمين ببردين يرحب بك عضوا جديداً فسارع بالتسجيل

معهد أنوار الحرمين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معهد أنوار الحرمين

تصميم الموقع هشم كمال أبو سريع بردين شرقية

أسرة معهد أنوار الحرمين ببردين تهنئ الأستاذ الدكتور / أحمد الطيب لتولية أمامه الأزهر الشريف متمنيين له التوفيق نحو إعلاء وازدهار شأن الأزهر الشريف

    5- الخلاف في " كلا وكلتا "( )

    محمد سند
    محمد سند
    رتبة


    عدد المساهمات : 25
    تاريخ التسجيل : 17/03/2010

    5- الخلاف في " كلا وكلتا "( ) Empty 5- الخلاف في " كلا وكلتا "( )

    مُساهمة من طرف محمد سند الخميس ديسمبر 09, 2010 3:16 pm

    5- الخلاف في " كلا وكلتا "( )
    من الملحق بالمثنى " كلا ، وكلتا " ، وقد اختلف النحاة في التثنية فيهما ، هل هما مثنيان لفظاً ومعنى ، أو مثنيان معنى فقط ؟
    فذهب البصريون ( ) : إلى أن " كلا ، وكلتا " مفردان لفظاً ، مثنيان معنى . ( )
    وذهب الكوفيون ( ) ، والفراء ( ) : إلى أن " كلا ، كلتا " مثنيان لفظاً ومعنى.( )
    وقد ذكر مظهر الدين الزيداني هذا الخلاف قائلاً :
    " كلا " للمذكر و " كلتا " للمؤنث وهما مفردا اللفظ مثنيا المعنى ، فإذا أضيفا إلى مضمر جعل إعرابهما في الرفع بالألف ، وفي النصب والجر بالياء كالتثنية ، وإذا أضيفا إلى مظهر جعل إعرابهما بالألف على كل حال كـ " عصا " وإنما أعربتا إذا أضيفا إلى مضمر إعراب التثنية ؛ لأن المضمر المجرور متصل بما قبله ، كأن المضمر المتصل بما قبله كلمة واحدة فقولك : " كلاهما " كأنهما كلمة واحدة ، وهو مثنى في اللفظ والمعنى فقوي فيه مشابهتهما بالتثنية ، وقولك : " كلا الرجلين " المضاف إليه مظهر ، والمظهر منفصل عما قبله ، فلا يكون " كلا " مع الرجلين كلمة واحدة ، فإذا لم يكن " كلا " مع الرجلين كلمة واحدة ، فيجب أن "كلا" بنفسها كلمة واحدة ، و" كلا " في اللفظ مفرد ، وفي المعنى مثنى ، فلم يكن معنى التثنية فيها قويا ؛ لأنها تشابه التثنية في المعنى دون اللفظ ؛ فلهذا لم يعرب إعراب التثنية ، بل إعراب الاسم المفرد المقصور ، وقد قيل في إعرابهما إعراب التثنية إذا أضيفتا إلى مضمر علل أخرى ، وهذه العلة هي المختارة عندي فاقتصرت عليها . ( )
    دراسة المسألة دراسة تفصيلية :
    المذهب الأول :
    ذهب البصريون ( ) إلى أن " كلا ، وكلتا " مفردان لفظاً ، مثنيان معنى ، والألف فيهما كالألف في " عصا " . ( )
    قال سيبويه :
    " وسألت الخليل عمن قال : " رأيت كلا أخويك ، ومررت بكلا أخويك " ، ثم قال : " مررت بكليهما " ، فقال : جعلوه بمنزلة " عليك ، ولديك " في الجر والنصب ؛ لأنهما ظرفان يستعملان في الكلام مجرورين ومنصوبين ، فجعل " كلا " بمنزلتهما حين صار في موضع الجر والنصب ، وإنما شبهوا " كلا " في الإضافة بعلى لكثرتهما في كلامهم ؛ ولأنهما لا يخلوان من الإضافة ". ( )
    واستدلوا بما يأتي :
    1- عود الضمير إلى كلا واحد منهما مفرداً ، كقوله – عز وجل - : " كِلْتَا الجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا " ( ) ، ولم يقل : آتتا أكلها .
    وقد جاء في الشعر عود الضمير إلى " كلا " مثنى على المعنى ، وهو قوله :
    كِلاهُمَـــــــا حِيْـــــنَ جَدَّ الجَدُّ بَيْنَهُمَا قَـــدْ أَقْلـــــعَا وَكِــــلا أَنْفَيْـــهُمَا رَابِي ( )
    وهذا الشاعر قد استعمل اللفظين ، أي الحمل على اللفظ ، وهو الأقيس في قوله : "رابي " ولم يقل : " رابيان " ، والحمل على المعنى في قوله : " قد أقلعا " ، ولم يقل : " قد أقلع " . ( )
    2- ومما يدل على أن الألف فيهما ليست للتثنية أنها لو كانت للتثنية ؛ لانقلبت في النصب والجر إذا أضيفتا للمظهر ؛ لأن الأصل هو المظهر ، تقول : " رأيت كلا الرجلين ، ومررت بكلا الرجلين ، ورأيت كلتا المرأتين ، ومررت بكلتا المرأتين " فلو كانت للتثنية ؛ لوجب أن تنقلب مع المظهر ، فلما لم تنقلب دل على أنها الألف المقصورة ، وليست للتثنية . ( )
    3- أنَّهما بالألف في الأحوال الثلاث إذا أضيفا إلى الظاهر وليس المثنى كذلك . ( )
    4- أنَّه لا ينطق بالواحد منهما فلا يقال في الواحد ( كِل ) بخلاف المثنى . ( )
    5- أنَّهما يضافان إلى المثنَّى ولو كانا مثنَّيين للزم أنْ يضاف الشيء إلى نفسه وهو باطل ألا ترى أنَّك لا تقول : " مررت بهما اثنيهما " كما لا تقول : " مررت به واحده " ، فإن قيل : فكيف يقال : " مررت بهم خمستهم " فيضاف الجمع إلى الجمع، قيل : إنَّما أجازوا ذلك لأنَّ ضمير الجمع يحتمل العدد القليل والكثير، فلا يلزمه من إضافة الخمسة ونحوها إضافة الشيء إلى نفسه . ( )
    المذهب الثاني :
    وذهب الكوفيون ( ) ، والفراء ( ) : إلى أن " كلا ، كلتا " مثنيان لفظاً ومعنى وأصل " كلا " : " كُلٌ " ، فخففت اللام ، وزيدت الألف للتثنية ، وزيدت التاء في كلتا " للتأنيث ، والألف فيهما كالألف في " الزيدان ، والعمران " ، ولزم حذف نون التثنية منهما للزومهما الإضافة .( )
    قال الفراء :
    " وقوله : " كِلْتَا الجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا " ، ولم يقل : " آتتا " ، وذلك أن " كلتا " ثنتان لا يفرد واحدتهما ، وأصله " كل " ، كما تقول : للثلاثة : " كل " فكان القضاء أن يكون للتثنية ما كان للجمع ، لا أن يفرد للواحدة شيء فجاز توحيده على مذهب " كل " وتأنيثه للتأنيث الذي ظهر في " كلتا " ، وكذلك فافعل بـ " كلتا ، وكلا ، وكل " إذا أضفتهن إلى معرفة ، وجاء الفعل بعدهن فاجمع ووحد ." ( )
    واستدلوا بما يأتي :
    1- مما يدل على أن الألف فيهما للتثنية أن الشاعر قد لفظ بمفرده فقال :
    فِــيْ كِلْت رِجْليْــهِمَا سُـــلامَى وَاحِدَة كِلْتَـــاهُــــــمَا مَقْــرُوْنَة بِزَائِدَة ( )
    فأفرد في قوله : " كلت " فدل على أن " كلتا " مثنى . ( )
    وأجيب عنه :
    بأن الأصل أن يقول : " كلتا " بالألف إلا أنه حذفها اجتزاءً بالفتحة عن الألف لضرورة الشعر . ( )
    2- أن الألف فيهما تنقلب إلى الياء في حال النصب والجر إذا أضيفتا إلى المضمر ، تقول : " رأيت الرجلين كليهما ، ومررت بالرجلين كليهما " ، وكذلك تقول : " رأيت المرأتين كلتيهما ، ومررت بالمرأتين كلتيهما ، ولو كانت الألف المقصورة لم تنقلب ، كألف " عصا " ونحوها . ( )
    وأجيب عنه : بأنه ليس لكونها مثناة ، وإلا لكانت مع الظاهر كذلك ، بل لشببها بـ " على ، وإلى" في أنها لا تفرد ، وأنها تخفض ما بعدها ، وأن آخرها ألف كآخرها ، فحملت عليها لهذه المشابهة . ( )
    موقف مظهر الدين الزيداني :
    رجح الزيداني مذهب البصريين القائل بأن " كلا ، كلتا " مفردان لفظاً ، مثنيان معنى ، والألف فيهما كالألف في " عصا " ، من خلال تقريره لهذا المذهب قائلاً :
    " كلا " للمذكر ، و " كلتا " للمؤنث ، وهما مفردا اللفظ مثنيا المعنى ، فإذا أضيفا إلى مضمر جعل إعرابهما في الرفع بالألف ، وفي النصب والجر بالياء كالتثنية ، وإذا أضيفا إلى مظهر جعل إعرابهما بالألف على كل حال كـ " عصا " .
    رأي الباحث :
    أرى أن مذهب البصريين القائل بأن " كلا ، كلتا " مفردان لفظاً ، مثنيان معنى ، والألف فيهما كالألف في " عصا " ، أولى بالقبول وأرجح ؛ لما سبق من أدلة البصريين ، التي تخلو من الاعتراض .
    ومما يدل على أن الألف فيهما ليست للتثنية أنها تجوز إمالتها ، قال الله تعالى : "إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا " ( ) ، وقال تعالى : " كِلْتَا الجَنَّتَيْن ِآَتَتْ أُكُلَهَا" قرأهما حمزة والكسائي وخلف بإمالة الألف فيهما ، ولو كانت الألف فيهما للتثنية لما جازت إمالتها ؛ لأن ألف التثنية لا تجوز إمالتها . ( )

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 7:53 am